٠٧‏/١١‏/٢٠٠٧

مقبرتى التى أخشاها



منذ عدة سنوات كان انفتاحى الأكبر على العالم ، عندما بدأت باستخدام الشبكة التى يحلو للبعض أن يسميها بالعنكبوتية ، وكانت بداياتى مع منتدى موقع الأستاذ عمرو خالد ، والذى استفدت منه أيما استفادة : عشرات من الأعضاء ، ومن مختلف البلدان ، ومختلف الأعمار والثقافات ..
تعلمت فيه معنى الالتزام ، وتعلمت ادب الحوار ، وتطور فكرى كثيرا ، وتعرفت أيضا على فكر جماعة الإخوان ، وهناك بدات أولى خطواتى الدعوية

والأهم من كل هذا أننى انفتحت على العالم من أقصاه إلى أقصاه ، عرفت أناسا درسوا المعادلة ( شهادة طبية ) وسافروا إلى الخارج ، وعرفت آخرين سافروا ليكملوا دراستهم بأوروبا ، وغيرهم ممن يعيش فى بلاد الغرب منذ سنوات ، وعرفت مفكرين وأدباء ، وشبابا طموحين ، وفيه تعرفت على مجموعة من خيرة الأصدقاء

حملت فكر النهضة ، وعرفت معنى صناعة الحياة , وبعدها عشت سنتين من عمرى فى القاهرة ، فتعرفت على أناس أكثر ، وزرت أماكن كنت فقط أسمع عنها ، واقتربت من شخصيات كنت فقط أرى صورها ، والأهم من كل هذا كنت قريبا من مناطق صناعة الحدث ، ومن النقطة الساخنة التى منها يبدأ الغليان

قرات كتبا ، وحضرت ندوات وفعاليات ومهرجانات

حياة مليئة بالصخب والضجة ، وأحيانا المتعة

وبعدها عدت

إلى حيث مقبرتى التى أخشاها

إلى حيث الهدوء , والملل

إلى حيث الطبيعة ، والبساطة

ربما يغبطنى الكثيرون على مكان كهذا أعيش فيه

يقولون هواء نقى ، وأناس قلوبهم نقية ، وحياة وادعة

ولكنى وجدت شوارع قذرة ، أغرقتها مياه المجارى ، أو تلك التى تبرع الأهالى بسكبها ،أو مخلفات تلك الحيوانات فى طريقها إلى الحقل ذهابا وإيابا
ووجدت أناسا بسطاء ، يكاد يقتلهم الفراغ فأخذوا يسلون أوقاتهم بالحديث عن هذا وذاك ، والنميمة ، والوقيعة ، والحسد ، والمكيدة

وما أكثر المصاطب فى بلادنا

وجدت حياة يسمونها وادعة ، وأسميها مملة

فلا أحداث ولا اهتمامات ، ولا مشاغل كبرى ، ولا حملةً لفكر ، ولا شخصيات مؤثرة

فقط عشرات من هؤلاء الذين يعيشون ، ويموتون , وينسون

ربما تروننى متحاملا على القرية ، أو أهل القرية

ولكننى أفعل هذا كخط دفاع هام لى

أفعل هذا كى لا أرانى يوما فى مقبرتى التى أخشاها وقد ركنت إليها ، واعتدت عليها ، لأننى وقتها سوف أتذكر القصر الذى كنت أتمناه ، وسأتألم على حالى ، وحال المقبرة التى أعيش بها

قدرى أننى صار لى بيت ها هنا
وفى مثل ظروفى هذه لا أستطيع أن أحصل على سكن فى المدينة بسهولة
أجدنى محاطا بزملاء كل همهم معرفة كلمتين عن الطب ، من أجل فتح عيادة أو العمل بمستوصف فى مكان ما ، من اجل الحصول على بعض جنيهات فى كل كشف ، بلا طموح ، ولا نهضة ، ولا علم

الهدف ، هو اقتسام الكعكة مع اطباء المنطقة

بدأت أتذكر أشياء أجاهد ألا أنساها

زمالة ، وعلم ، وسفر ، ونهضة ، وكتب ، وتأليف

شعر ، وأدب ، وسياسة ، واقتصاد ، وفكر ، وفلسفة

تنمية بشرية ، وادارة ، ومهارات تواصل ، ولغات

أتذكر من آن لآخر هدفى ، وأجاهد حتى لا تتمكن المقبرة من احتوائى

لعلى أفر منها قريبا إلى حيث أستطيع صنع حياتى

بل صنع النهضة التى أتمنى

وعندها لن أبالى ، فى أى مكان سيكون رفاتى

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

كم المتني كلماتك سيدي

ااااااااااه من وجع الحروف

ولكن مهما كان الم الحروف وووجعها لا تقل ذلك يا سيدي فالعمر المديد لك ان شاء الله

ستحقق كل امانيك وطموحاتك


ربما تكون حروفي متفائله وانا لست كذلك
لكن هي الحياة كذلك


لكن اعلم وتأكد يا سيدي انها لن تكون
مقبرتك ابدا

وما دمت قريبا منا فلن تنسى أبدا كلماتك هذه


زمالة ، وعلم ، وسفر ، ونهضة ، وكتب ، وتأليف

شعر ، وأدب ، وسياسة ، واقتصاد ، وفكر ، وفلسفة

تنمية بشرية ، وادارة ، ومهارات تواصل ، ولغات

محمد الشريف يقول...

أخى الفاضل عبد الرحمن

أعتذر عن إيلامك ، فانا بالتأكيد لم أقصد

فقط كنت أحاول أن أقف على نفسى ، اعرف أين انا ، وأين أسير
أخشى أن أسير فى الطريق الخطأ ، او المكان الخطأ

آمل ألا تكون هذه القرية مقبرتى ، مقبرة طموحى وآمالى وأهدافى

بل إنى واثق انها لن تكون كذلك إن شاء الله

والدليل على ذلك ، هو ان لى أصدقاء مثلك

جزيت خيرا