٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٨

وكانت عمليتى الأولى ...



اليوم الأول من السنة الجديدة ...
العام الماضي كان مناسبة دعوية لا أنساها أبدا ...
وهذا العام مناسبة طبية أيضا لن أنساها أبدا ..

ففى نفس الأسبوع الذي اعتقلت فيه للمرة الأولى فى حياتي ، أكرمني الله بان أجريت العملية الأولى فى حياتي ...

زائدة ...

أو بالأصح : استئصال الزائدة الدودية ...

الأمر قد يبدو تافها فى نظر الأطباء ، فهذه من أسهل العمليات وأكثرها شيوعا ، لكنه ليس كذلك أبدا لمن يعتبرها عمليته الأولى سواء كان مريضا تجرى له أو طبيبا يجريها ...

إحساس رائع ... مزيج من التوتر ، والقلق , والمتعة ، والظفر ... كل هذا يجتمع فى وقت واحد ... لتكون الحظة الأجمل والأروع هى تلك التى يمد فيها الجراح يده عبر ذلك الشق لتخرج الزائدة بين أصبعيه ...
ياله من إحساس ! خصوصا عندما لا يضطر الجراح إلى أن يخرج جزءا من الأمعاء تلو الآخر حتى يصل إليها أخيرا ...

أجريتها كاملة .. منذ البداية وحتى آخر غرزة فى الجلد ، فاللهم لك الحمد .. والجميل فى الأمر أن العملية أغلقت بغرزتين فقط .. وهو أمر رائع لمن هو مبتدىء ولغير المبتدىء أيضا ..

لا أنكر أننى أصبت من هم حولي بالشلل وكدت أنا أيضا أصاب به أثناء خياطتى للجرح ، وهو الأمر الذى يتم فى أربع طبقات وكل طبقة تخاط بطريقة مختلفة ، وأحانا بخيط مختلف ، كنت مملا لغاية أثناء أخذى للغرز ,,, فالأمر يتطلب مهارة فى الآمساك بالخيط والإبرة وماسك الإبرة ، ثم بعض الحركات البهلوانية بيديك معا ... ياااااااه

الحمد لله على كل حال ..

قبلها بأيام كانت محاولتي الأولى ..
فتحت الجلد ، ثم العضلات والغشاء البريتوني .. لأمد يدى فى بطن المريضة لأجد أخر ما كنت أود وجوده ... اذن ها قد تحول التهاب الزائدة إلى خراج ..
عندها لا أملك إلا أن أترك مكانى حول طاولة العمليات ليأخذه ذلك الطبيب الأكبر ، وليتم الأمر بمعرفته ، ولم أنج بالطبع من تلك الرائحة النفاذة الكريهة للصديد الذى كان يخرج منها بصورة مستمرة ، والذي تسبب فى أوجاع بطني ليومين ...

إذن .. كانت هذه هى عمليتي الأولى ..

فهل تكون الأخيرة ؟!!

لن تكون كذلك إن شاء الله ..