٢٠‏/٠٢‏/٢٠١٠

مراجعات



بسم الله الرحمن الرحيم

نعمة لا يدركها إلا من يعيشها

ألا وهى ان تراجع نفسك وحياتك ومسارك من آن لآخر
لتعلم إن كنت لاتزال على الطريق الذى رسمته أو ارتضيته لنفسك ، أو أنك انحرفت عنه إلى طريق آخر ، أو أنك ربما جلست لتستريح على جانب الطريق فطالت جلستك.
فعلت هذا مرارا وتكرار ، وكتبت عنه فى موضوع : ومضى ربع قرن ..
واليوم موعدنا مع إحدى المراجعات
ولكنى لم أكتبها ، بل كتبها أخى على
وهى فى كل حال فرصة للتأمل..
عام من الـ ........؟!!
مر عام على تخرجى وحصول على شهادة الطب وانتقالى من حياة الدراسة والكتب والمدينة الجامعية الى التعامل مع المرضى والناس والأساتذة والممرضات والعمال، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة : هل استفدت فعلا من هذه السنة حق الاستفادة؟ هل أنا فعلا سائر على طريقى نحو هدفى ام اننى حدت عنه وتناسيته؟!!
فلنرجع بالزمن الى الوراء قليلا عندما كنت فى الفرقة الثالثة وجلست مع نفسى ووضعت لنفسى رؤية ورسالة فى الحياة فكانت رؤيتى فى الحياة ان احدث تأثيرا فى حياة اكبر عدد من الناس تأثيرا يتعدى حدود الزمان والمكان وكانت الرسالة ان ذاك ان احدث اضافة فى بناء العلم نفسه وبهذا اسطر اسمى باحرف من نور على مدار التاريخ ويظل التأثير الى ان يشاء الله وبدأ اهتمامى بالبيولوجيا الجزيئية والجينات ومحاولة احداث تأثير على مستوى الخلايا وبدأ الحلم يكبر داخلى وبدأ اهتمامى بذاك المجال يزداد فتدربت فى المركز القومى للبحوث وذهبت الى معهد الأورام واخترقت قسم البيولوجيا الجزيئية هناك ونجحت فى تنظيم ورشة عمل هناك وحضرت الاجتماع الأول للجمعية المصية للخلايا الجذعية وشهدت مولد هذه الجمعية الوليدة والمحاولات التى قام بها بعض الأطباء فى مصر لهذه التقنية الجديدة ثم.... انتقلت الى ارض الواق وبدأ الحلم الجميل يصطدم بأرض الواقع وبدأتأسئلة تطرح نفسها على ماذا سأعمل واى تخصص سأتخصصه؟ وما هى الجهة التى سأتبع لها؟ المركز القومى للبحوث ام معهد الأورام ام.. وبدأت افيق من حلمى شيئا فشيئا كل هذه الجهات لا تقبل الى اوئل الدفعة الحاصلون على امتياز مع مرتبة شرف ومع ان مجموعى جيد جدا مع مرتبة الشرف الاا اننى لم يكن امامى الاا ان ابله واشرب ميته فى ظل هذا التنافس الرهيب والمجاميع الرهيبة ثم فلنفرض اننى نجحت فى اقتحام احد هذه الصروح ونجحت فى الحصول على مكان فيها لم يكن امامى الا ان اتخصص فى الكيمياء الحيوية (وهو تخصص اكاديمى) او التحاليل الطبية وهذه المراكز مافيهاش بحث علمى يقارن بذرة من اللى موجود بره يعنى سينتهى بى المطاف الى معيد عادى (مع الاعتذار لكل المعيدين) او دكتور شغال فى معمل تحاليل ثم ممم
كان امامى اما ان اتنازل عن حلمى وارضى بالواقع واعيش كاى انسان عادى اتته بعض احلام المراهقة ومن ثم تلاشت على ارض الواقع وكان الحل الآخر ان اجد لنفسى بديلا اتميز فيه وفتشت داخلى فوجدت بداخلى حب شديد للجراحة وهى امتداد لحبى الداخلى للفن والابداع وبدأت ادرس هذه الموهبة واذا نجحت فى توظيفها لمصلحة الناس ووبدأت داخل رأسى فكرة السفر خارج مصر لاكمال تعليمى وتدريبى جيدا على مهارات الجراحة وكانت الزمالة البريطانية هى أول الطريق فأحضرت الكتب وبدأت أذاكر فى الجزء الأول منها متخفيا عن أعين الناس خائفا من الحسد ونجحت فى النجاح فى الجزء الأول وكنت أعتبر من أصغر المتقدمين سنا بفضل توفيق الله لى ودعاء اقرب المقربين لى واجتهادى وبدأ اهتمامى بالجراحة يزداد بعد ممارستها وكان عاى ان اختار تخصصا منها اركز عليه فلم يكن هناك ما أبكى عليه لأننى لا أنتظر نيابة فى الجامعة ونجحت بعد طول تفكير ان اختار جراحة التجميل على الرغم مما يحوطها من علامات استفهام كثيرة الا اننى اخترتها لأسباب عديدة اهمها انها تتواءم مع حبى الداخلى للفن والابداع وتعاملها مع اماكن دقيقة من جسم الانسان مثل وجهه ويديه وبدأت رؤيتى تتحور الى : ان اضفى لمسة من الجمال على مخلوقات الله.
To but a touch of beauty on Allah’s creations
وبدأت اللذة الداخلية تزداد كلما نجحنا فى تجميل القبح الناتج عن الحوادث والحروق او العيوب الخلقية، وتحولت الى الرسالة ان اكون من ابرع جراحى التجميل فى العالم.
كان هذا هو التحور فى الرسالة والرؤية فى العام الماضى ام عن باقى جوانب حياتى فلم تشهد تحسنا ملحوظا وخاصة على المستوى الاجتماعى والمهارى فقد جار تعلمى للطب على معظم علاقاتى الاجتماعية حتى انه كانت هناك محاولة للخطوبة باءت بالفشل وحتى الآن أحول ان امحو آثاراها الباقية داخلى ولا أدرى حتى الآن ما السبب وراء فشلها هل هو سوء اختيار ام عدم توافق بين الطرفين ام تسرع منى ام سوء توقيت ام تعسف من والدرالذى اعلمه هو شىء واحد هو ان الله وحده هو الذى قدر عدم اتمامها وهو الأعلم بالخير.
اما على المستوى الثقافى والمهارى فقد شهد تدهورا عما كان عليه فى الأعوام السابقة حتى الأنشطة الترفيهية والفنية لدى قلت جدا،واما على المستوى الدينى فهى ليست جيدة وليست سيئة واطمح ان ارتقى بها فى الفترة القادمة.
ومجمل تقييم العام الماضى جيد حققت فيه بعض الانجازات على على المستوى العلمى واخفاقات على المستوى الاجتماعى والمهارى ويبقى ان اوصى نفسى بضرورة محاسبة النفس والوقوف معها وتقييم الانجازات وتحسين السلبيات لأن الفترة القادمة تفرض على تحديات من نوع اخر فهو تحدى التخصص والنبوغ فيه واكمال الزمالة وان اجد لنفسى مكانا بين المميزين بل وارتقى عليهم

١٨‏/٠٢‏/٢٠١٠

لمثل هذا يموت القلب من كمد..!!




هل لا بد من المقدمات ؟
هل لا بد أن أقول فى البداية أننى وصلت لهذا المقال بطريق القدر ، وأننى تألمت أشد الألم أثناء مطالعته..
وكنت بعده أقرأ مقالا عن أشهر تلسكوبات العالم ولم أستطع أن أمنع دمعة الألم أن تسقط

بدون كثير من المقدمات ..
إليكم هذا المقال للأستاذ الكبير فهمى هويدى


فضيحة في الجامعة - فهمي هويدي
هذه فضيحة جامعية احترت في أمرها.
إذا عرضت وقائعها فسيكون ذلك من قبل «نشر» غسيلنا القذر وتشويه صورة الجامعات المصرية في كل مكان،
وإذا صرفت النظر عنها فسيكون ذلك من باب التستر على كارثة من العيار الثقيل.
ورغم أنني لست واثقا من أن خيار النشر يمكن أن يوقف الجريمة أو يؤدي إلى محاسبة المسؤولين عنها، فإنني رجّحته، التزاما بمبدأ سرت عليه منذ زمن، هو أنك إذا لم تستطع أن تصلح وضعا معوجّا، فقد يفيد أن تسلط عليه الضوء لتفضحه.

لقد تلقيت رسالة من د.سالم الديب الأستاذ بكلية الطب بجامعة الزقازيق،
قال فيها إنه قبل امتحان البكالوريوس الأخير شُكلت لجنة ثلاثية لمتابعة أعمال الامتحان، كان هو أحد أعضائها،
وبعد مضي ثلاثة أيام من مباشرتها لعملها أدركت أن ثمة تجاوزات جسيمة تعصف بمصداقية الامتحان، وتحول دون تمكين اللجنة من أداء مهمتها على النحو المطلوب،
فاعتذرت اللجنة عن القيام بما كلفت به، وقدم أعضاؤها تقريرا إلى عميد الكلية سجلت فيه تلك التجاوزات، التي كان منها ما يلي:
تعمّد توجيه ممتحنين معينين لامتحان طلاب محددين على نحو يكشف عن رغبة صريحة في المجاملة
ـ الموافقة على أن يغير الممتحنون اللجان، التي تحددت لهم سلفا، ليباشروا مهمتهم في لجان أخرى، ولا يفسر ذلك إلا بتعمّد إشرافهم على امتحان طلاب بذواتهم ليكيلوا لهم درجات لا يستحقونها
ـ إجراء الامتحان لطلاب قبل الموعد المحدد لهم، لكي يقفوا أمام ممتحنين معينين للسبب ذاته
ـ إجراء قرعة صورية لتوجيه طلاب معينين إلى من يمنحهم الدرجات النهائية، في حين طبقت القرعة الحقيقية على آخرين من الطلاب، الأمر الذي يعمّق من عدم تكافؤ الفرص مع زملائهم الموصى عليهم
ـ في حالة محددة اختار الأستاذ المشرف على الامتحان عددا محدودا من الطلاب «المحاسيب» لكي يمتحنهم بنفسه، بما يضمن حصولهم على الدرجات النهائية
ـ في واقعة أخرى شكلت لجنة بها ممتحنون مختارون لامتحان لجنة محظوظة ضمت طالبات من بنات ذوي الحيثية
ـ إن أحد الممتحنين قدّم مساعدة مباشرة لطالب كان مطلوبا منه كتابة تشخيص لصور طبية تظهر على شاشة العرض، هكذا بمنتهى الفجاجة والجرأة.

ما أفزعني في هذه التفاصيل ليس حدوثها في الحرم الجامعي فحسب، ولكن أن يحدث ذلك مع طلاب السنة النهائية، الذين يُفترض أن يتخرّجوا هذا العام وأن يُؤتمنوا على صحة المواطنين، ومنهم من سيحصل على درجات التفوق التي تؤهلهم للانخراط في هيئة التدريس بالجامعة.

وقد تحول الفزع إلى ذهول حين رجعت إلى من أعرف من أساتذة الطب، الذين قالوا لي إن هذه الوقائع وأكثر منها معلومة لدى إدارة الجامعة، ولذلك فليس فيها ما يفاجئهم أو يصدمهم.

الذين تحدثت إليهم قالوا إن كلية طب الزقازيق شهدت فضيحة أخرى تسرب طرف منها ثم تم التكتم عليها،
خلاصتها أن أحد أساتذة الأمراض الباطنة اكتشف اختفاء ورقتي إجابة تخصان طالبين من «الكونترول»، فسارع إلى إبلاغ النيابة بذلك،
وحين انتقلت النيابة لجرد الأوراق وإثبات الحالة، فوجئت بأن الورقتين أعيدتا إلى مكانهما الأصلي في هدوء،
وتبين أن الورقتين كانت إحداهما تخص ابنة رئيس الجامعة، والثانية تخص ابن عميد الكلية،
ولم يستبعد أحد أن تكون الورقتان قد أعيدت كتابتهما من جديد للحصول على الدرجات النهائية،
المهم أن الموضوع تم احتواؤه، وأعلنت نتيجة البكالوريوس وكان «المحروسان» من العشرة الأوائل على الدفعة!

ثمة قصة وفضائح أخرى ترسم صورة الكارثة في طب الزقازيق، التي يروعني ألا يكون الأمر مقتصرا عليها، إحدى تلك الفضائح أن هذا الذي حدث مسكوت عنه من الجميع،
في حين أنه كفيل بالإطاحة بأكبر الرءوس في التعليم وفي الحكومة بأسرها، هذا إذا وقع في أي بلد يحترم العلم أو يحترم مواطنيه، الذين سيكونون الضحايا في نهاية المطاف.

إن جامعاتنا مشغولة بمنع المنتقبات من دخول الامتحانات، ولا يستوقف مسؤولوها وقوع جرائم من هذا القبيل، وهو ما يوفر لنا إجابة عن سؤالين مهمين، هما:
لماذا تعيد بعض الدول الخليجية امتحان حملة الدكتوراه من الطب في الجامعات المصرية؟
ولماذا خرجت الجامعات المصرية من تصنيف الجامعات المحترمة في العالم؟

١١‏/٠٢‏/٢٠١٠

" مبعرفـــش " إياك أن تقلها


هناك كلمات وألفاظ شهيرة اعتدنا عليها فى حياتنا اليومية .. وبما أن كل الكلمات ليست سواء .. فستكون لنا وقفة مع هذه الكلمة ومرادفاتها " مبعرفش "

كلمة أبغضها للغاية .. لأنها ترادف العجز .. ليس ذلك العجز الذى لا تملك إزاءه شيئا ولكنه ذلك العجز الناتج عن التقصير وعدم المحاولة ..

قد أطلب من أحد زملائى طلبا ما , أو قد يكون بيننا عمل مشترك ويفترض أن يكون على كل منا مهمة محددة .. ولكننى أفاجأ بالإجابة الشهيرة : مبعرفش

وعندها دوما أقول فى نفسى : وليه متعرفش؟؟ هل حاولت وفشلت ؟ حتى وإن فشلت مرة .. فلماذا لا تحاول بعدها مرات ومرات ..

والأمر قد يكون غابة فى البساطة والسهولة , ولكننا باعتقادنا عدم القدرة على فعله نكون قد قضينا على جزء كبير وغال من قدراتنا .

أنا : هلارأيت مقالى الأخير على الانترنت وأخبرتنى برأيك؟

- فلان : مبعرفش أدخل نت .

- أنا : هلا جهزت كلمة لتلقيها فى المناسبة الفلانية ؟

- فلان مبعرفش .

- أنا : هلا أعددت لنا هذا الأمر أو ذاك ؟

- فلان : مبعرفش…

إنها نفس الإجابة التاريخية ..



ولكنك تستطيع ..

أحد أصدقائى .. أعرفه منذ فترة .. خجول ولا يستطيع أن يواجه الجمهور ..كرمه سريع قد يمر بعضه دون أن تتبين ما يقول .. لم يكن يعتقد يوما أن يستطيع أن يتحدث بطلاقة أمام الجمهور .. حاول .. جاءت محاولته الأولى كمحاولة طفل يبدأ خطواته الأولى فى المشى .. ولكنه استمر .. حرص على تطوير أسلوبه .. قرأ عن أساليب الالقاء .. راقب أسلوب مشاهير الدعاة .. حتى صار الان متحدثنا المفضل كلما أردنا أن يتحدث إلينا من يذكرنا بالله كنا نهرع إليه مسرعين .. ولطالما دمعت عيوننا تأثرا بكلامه .


وحتى أخى :


المعروف عن عائلتنا أن لدينا تاريخ سىء مع الرسم .. أو على الأقل أنا ومعظم إخوتى ,, فكان الرسم عقدتى منذ أن كنت صغيرا . . وكنت أعانى كثيرا بسبب تلك الدرجات التى أفقدها فى امتحان الرسم وتؤثر بالتالىت على مجموعى الكلى .. وبمجرد أن تخلصت من هذه المادة كنت كمن أزاح عن كاهليه هما ثقيلا ..

كل شىء حتى الان عادى جدا .. إلا أننى من شهور فوجئت بأخى يحضر كتبا عن الرسم ويحضر كراسا وأقلاما .. وبدأ بالفعل يشق طريقه . كانت المحاولات الأولى ساذجة – فى رأيي على الأقل – ولكن سرعان ما أصبح محترفا .. وشاهدت له أعمالا رائعة .. ومع الزمن كان إبدعه يتحسن ..

وفوجئت به من أيام يخبرنى أنه فاز بالمركز الأول فى مسابقة القصة القصيرة فى كليته .. فلت فى نفسى .. ليس الرسم فقط !!

وأخيرا .. إذا كانت إجابتك أمام الكثير من المهارات " مبعرفش " فأخبرنى .. متى ستعرف إذن ؟؟

٠٩‏/٠٢‏/٢٠١٠

هل مقاس نظارتك مناسب ؟





لى صديق .. بل أصدقاء
كل منهم يرتدى نظارة ..
بعضهم يرتدى نظارة والده , وبعضهم يرتدى نظارة تخص صديقا أو زميلا
والبعض الآخر لا يرتدى نظارة على الرغم من أنه يعانى من يعوب فى الرؤية
وكان هناك نموذج ثالث لا يرتدى نظارة , ولا يعرف أساسا إذا ما كان يعانى من عيوب بالرؤية أو لا ..

كانوا جميعا فى ذلك الفناء
ووقفت أراقبهم من أعلى .. وأنا لا أخشى من أن يرانى أحدهم .. فأنا واثق أنه لا يوجد منهم من يرى أمامه ولا أمل أن ينظر لأعلى ويرانى
أخذت أراقبهم فى هدوء..
فهذا يصطدم بزميله , وذلك يتعثر فى حجر هنا أو هناك , ويوجد من تعب من كثرة التخبط فآثر أن يجلس مكانه,البعض أدرك أنه يلبس النظارة الخطأ , وحاول أن يستبدل نظارته بأخرى , إلا أنه استبدلها بأخرى غير مناسبة ..
القليل جدا من رأيته وقد استطاع أن يصل إلى النظارة الصحيحة ,, ونظر أمامه واستطاع أن يرى بوضوح , ونظر إلى أعلى فرآنى وهنا أشرت له أن اصعد إلى ..

هكذا هو حال الكثيرين فى الدنيا ..
كثيرون لا يرون أمامهم , ولا يعرفون طريقهم ..
بعضهم ينظر للدنيا من منظار الآخرين
وبعضهم لم يفكر من الأساس فى مستقبله بل هو أغمض عينيه وسلم قياده لآخر يقوده كيفما أراد

هل يستطيع أى من هؤلاء أن يصل إلى مكان ما بينما هو لا يستطيع أن يرى هذا المكان ؟

هل يستطيع الانسان أن يصل إلى هدف لم يفكر فيه ويراه بوضوح أمام عينيه ؟

أشك أن هذا حدث ..

كنت أتسائل دوما لماذا لا يحصل على المركز الأول ( فى الكلية مثلا ) إلا طالب واحد فقط , بينما لو قابلت الطلبة فى أول يوم من الدراسة لقال لك نصفهم مثلا أنه يريد أن يكون الأول ..
ولكن لا يحصل على هذا المركز إلا شخص واحد فقط .. هو الذى كان يرى هدفه بوضوح ويؤمن به , ويفكر فيه ليل نهار , ووجه بوصلة حياته إلى هذا الهدف ,
كانت نظارته صحيحة , واستطاع أن يرى هدفه بوضوح بل يراه بكل تفاصيله رأى نفسه يوم النتيجة وهو حاصل على المركز الأول , ورأى نفسه ووالده يحتضنه فرحا به , رأى أصحابه وهم يغمزونه ويداعبونه , رأى نفسه وهو يسجد لله شكرا فى ذلك اليوم ..
لا أقول لكم هذا من باب النظرية .. بل أقوله من واقع التجربة .. التجربة الشخصية وتجربة الآخرين ..

عندما كنت فى الثانوية العامة كنت أحلم بأن أكون من أوائل الجمهورية ( بل كنت أحلم أن أكون الأول),, كنت أتخيل نفسى وقد تمت استضافتى فى التلفزيون , وكنت اتخيل نفسى و أنا فى ذلك الحوار الصحفى مع هذه الصحيفة أو تلك , كنت أتخيل نفسى وقد فزت بتلك الرحلة إلى أوروبا , حتى المكافأة المادية كنت أعرف ماذا سأفعل بها ..
بالطبع لم أحصل على كل هذا ,, ولكنى فزت وقتها بالمركز الأول على المحافظة , وعندها سمعت اسمى فى نشرة الأخبار بالتلفزيون , ورأيتنى وقد أجرت معى إحدى الصحف حوارا , وكذلك إحدى الإذاعات , رأيت نظرة الرضا تلك فى عين والدى , وعشت بحق مشاعر الظفر التى طالما حلمت بها ....


- بينما أنا أقرأ مذكرات الدكتور القرضاوى , ذكر أنه فى إحدى الحصص بينما كان لا زال طالبا فى المعهد الدينى وربما لم يتجاوز عمره وقتها الثامنة عشرة , سألهم المدرس ما هو حلمك , فكان من زملائه من يتمنى أن يكون مدرسا أو محفظا للقران أو .. بينما كان هدفه هو أن يكون شيخا للأزهر , ( وقد كان مثل هذا المنصب وقتها شىء يصعب الحلم به فضلا عن تحقيقه ) فأكرمه الله تعالى بأن أصبح شيخا للأمة كلها لا الأزهر وحده ..


- كنت أقرأ مذكرات الدكتور نبيل فاروق التى تحدث فيها عن نفسه وعن قصته مع رجل المستحيل .. فشدنى ذات مرة أنه كان فى صباه ربما أيام الكلية كان مغرما جدا بالروايات البوليسية , وكان يحلم بنفسه كاتبا كبيرا , فألف رواية يحاكى بها هذه الروايات , وبخط صغير يشابه الخط الذى كتبت به , وحتى قام بنفسه برسم الغلاف وكتابة اسمه عليه ,, ياله من وضوح للرؤية , وياله من تخيل لأدق التفاصيل , ولذا لا تعجبوا إذا رأيتم الدكتور نبيل فاروق وقد حقق حلمه , فقد كان يرتدى النظارة الصحيحة ..


- فى فترة ما من حياتى كنت أتمنى أن أحصل على جائزة نوبل فى الطب والفسيولوجيا , وكنت فى أحد الأيام أحدث أحد المختصين فى التنمية البشرية , فقال لى تخيل تفاصيل الهدف , تخيل نفسك أمام ملك السويد , تخيل نفسك وأنت تستلم الجائزة , وأنت تستمع إلى تصفيق الجمهور , وأنت تلقى خطاب الفوز بالجائزة ,قص صورة أحد الفائزين بجائزة نوبل وضع صورتك مكانه على المسرح ... الخ

وفى هذا الوقت كانت صورة ميدالية جائزة نوبل موضوعة فى توقيعى فى المنتدى الذى كنت أشارك فيه ..
ولكن حدث أن تطور هدفى فلم يعد جائزة نوبل وإلا لوضعت لكم هنا تلك الميدالية التى تحمل اسمى ..
ربما لا يصل كل من امتلك نظارة صحيحة إلى هدفه ..
إذ يبقى بعد ذلك أن يمشى الطريق الصحيح
ولكنها على كل حال الخطوة الأولى ..