٢١‏/٠٩‏/٢٠٠٨

محمد هيثم الخياط ..


لم أسعد بالسماع عن هذا الرجل إلا منذ حوالي 3 سنوات ، إذ كنت على موعد مع دورة ليومين بشأن الترجمة العلمية أو الطبية إلى العربية في منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ، وهو الأمر الذي لايمكن الحديث عنه دون التعرض إلى المعجم الطبي الموحد ، وهذا المعجم عمل عظيم حقا لا يعرف قدره إلا كل من حاول أن يتصدى للترجمة الطبية إلى العربية ، حيث عمل الدكتور الخياط رئيسا للجنة المصطلحات الطبية التي عملت على هذا المعجم إلى أن صدر منه عدة إصدارات ، حتى وصل الآن إلى إصدار باللغتين الانجليزية والفرنسية بالاضافة إلى كونه منطوقا ( على شكل قرص مدمج ).
سمعت وقتها عن الدكتور الخياط من صديق طبيب سوري يقيم بفرنسا يحلو لي أن أسميه العم صالح ، ولكني لم أسعد بالالتقاء أثناء الدورة القصيرة بالدكتور الخياط وإن كان اسمه قد حفر في ذهني وقتها ...

عاد اسم الدكتور الخياط إلى ذهني مؤخرا بعد ان رأيت له هذا الكتاب في مكتبة مبارك ، ولم أتردد لحظة في استعارته ، إلا أن ما صدمني حقا ، بل أذهلني هو الغلاف الخلفي للكتاب والذي كتب عليه تعريف موجز بالمؤلف ، كان مما جاء فيه :


كبير مستشاري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ورئيس تحرير المجلة الصحية لشرق المتوسط.

ولد الدكتور محمد هيثم الخياط في دمشق بسوريا، وتخرج من كلية الطب بجامعة دمشق، وحصل منها على درجة الدكتوراه في الطب، ثم شهادة أهلية التعليم العالي من جامعة بروكسل في بلجيكا.


درس العلوم الطبية.. ودرَّسها طيلة 22 عامًا في كلية الطب بجامعة دمشق، وكلية الطب بجامعة بروكسل، درس العلوم الشرعية على مشايخ دمشق، وتبحر في علوم اللغة العربية، مما جعله يجمع عضوية أغلبية مجامعها؛ فهو عضو مجامع اللغة العربية بدمشق وبغداد وعمان والقاهرة وعليكرة وأكادمية نيويورك للعلوم والمجمع العلمي الهندي، وعلاوة على ذلك.. فهو عضو في أكثر من 20 جمعية علمية في مختلف أنحاء العالم.

أصدر حتى الآن 20 كتابًا باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، ومنها بعض المعاجم، كما نشرت له عشرات المقالات باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية في مختلف المجالات.

لم أكن أعلم أن دكتورنا الجليل الذي نذر نفسه للطب والعربية يحتل كل هذه المكانة ، كما علمت أيضا بمساهمته الفعالة في وضع أول دستور إسلامي للاخلاقيات الطبية ، وهو عمل جليل كبير أيضا .

بحثي عنه على الانترنت لم يوصلني إلى ما كنت أصبو إليه كي أتعرف على هذا العملاق عن قريب ، حتى أني وجدت صفحته على الويكيبيديا فارغة ، فتطوعت لنشر بعض المعلومات عنه بها ، وهي المرة الأولى في حياتي التي أضيف فيها شيء إلى هذه الموسوعة .
-----------------
كنت أود أن أستعرض لكم في هذا الموضوع بعضا مما جاء في كتاب الدكتور الخياط ، وخصوصا ما نوه إليه في مقدمة الكتاب من أنها قد تكون آراء صادمة للبعض ، خصوصا إذا ما نظر إليها بناء على موروثنا الثقافي والتقاليد التي تربينا عليها، إلا أن وجدت عظيما آخر هو الدكتور عصام العريان قد قدم عرضا شيقا لهذا الكتاب ، مذيلا هذا العرض بتعقيب يقول فيه "هذا كتاب يحتاج الجميع إلى قراءته ذكورًا وإناثًا، وهو إضافة جيدة للمكتبة الإسلامية في وقتٍ تحتاج فيه الحركة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية إلى تحرير المفاهيم حول القضايا المتعلقة بالمرأة، وبلا شكٍ سيُثير أصداءً واسعةً في الساحة الإسلامية."

لمن يريد التعرف على الكتاب أكثر : تفضل هنا

هناك تعليقان (٢):

مـــروة كمــال يقول...

أعجز عن التعليق .. !!


لم أكن أتصور أنه بهذه المنزلة ، وبهذا الفكر ، وبهذا النشاط


محمد هيثم الخياط .. أشهدك أن هذا الاسم قد حُفر في ذاكرتي من اليوم فصاعدا إن شاء الله


نعم القدوة .. لصانعي النهضة

***
حقا :

أسوأ شيء ممكنُ أن يحدث لكَ في هذه الحياة
أن تمرّ في شوارعها عابر سبيل مخفيّ الملامح
بلا وجه .. بلا ابتسامة .. بلا روح!
وتتلاشى فجأة فلا يلحظ أحد غياب موطئ قدميك
ولا يتنبّه أحد إلى تلاشي حضورك
لأنّك ببساطة لم تكن شيئاً يذكر


***
أما عن الكتاب ، فماذا ننتظر من شخصية كهذه إلا كتابا كهذا .

ربما أقرؤه يوما ما


بوركت

زهرة الاسلام يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جــــزاكم الله خـــيرا أخي الكريم علي تعريفك لنا بمثل هذه الشخصيات الذين هم حقا فخر لنا

ما شاء الله أعمال عظيمة ...وفكر واعي
لا ادري لما توقفت عند كلمة (دستور إسلامي للاخلاقيات الطبية)؟؟!!..ما احوجنا اليه.

وأما عن الكتاب فباذن الله تعالي سابحث عنه وأقراه

بــوركــتم