١٧‏/١٢‏/٢٠٠٧

هل تقبل ان تتفوق زوجتك عليك ؟؟؟؟



كان هذا هو عنوان أحد الموضوعات فى ملتقى الاخوان ، وأيضا فى منتدى صناع الحياة ،
فى الحقيقة شدني الموضوع ، بأسلوبه الجميل ، وللفكرة الحساسة التى يتناولها ...
وأكثر ما أعجبني فى الموضوع ، أن كاتبته تحكي عن نفسها ، وعن زوجها ، الذى دخل هو بدوره ليتابع الموضوع ..

اننى أرفع قبعتي تحية لهذين الزوجين ، وخصوصا الزوج الكريم ، الفاهم الواعى المقدر

بارك الله فيهما ، ونفع بهما ..
والآن أترككم مع المقال ، الذي أتمنى أن تتوقفوا أمامه كثيرا ...

قال لها اثناء الخطبة :
حدثينى عن هدفك فى الحياة كما حدثتك عن هدفى
تلعثمت قائلة :
حتى اكون صادقه معك من البداية فانا لم استطع ان احدد هدفى حتى الان
فقال :
كيف ذلك وانت متعددة المواهب كما ذكرتى لى وكما رايت بنفسى ؟ ( وهذا لانه اصلا اختارها من خلال اعجابه بمشاركاتها فى المنتديات ومواقع الانترنت ) ..

فقالت :
هذه هى المشكلة فقد اعطانى الله اكثر من موهبه ولدى الكثير من الهوايات فانا احب الرسم والخط العربى جدا وقد درست بعضا منه ولدى اهتمام بالجانب التربوى ولى بعض المشاريع فيه ايضا كما اننى اعشق الادب والنقد الادبى وكل حين تستهوينى احدى مواهبى فلا التفت للباقى ولهذا فحتى الان لم احدد هدفى .

قال لها :
نعم الان فهمت واحب ان ابشرك باننى سوف اساعدك على تحديد هدفك فى الحياه واكتشاف المزيد من مواهبك وتفعيلها وهذا الهدف لست انا من يختاره لك ولكن الهدف الذى خلقت له والذى يناسب امكانياتك واحلامك وميولك و ...
نطق بالجملة التى ما زالت تحفظها حتى الان


((
وليس لدى اى مانع فى ان تكونى افضل منى )

ظنته وقتها يبالغ ، فدائما يحرص الخطيب ان يظهر امام خطيبته فى افضل صورة ، ولكن بعد الزواج يظلل يردد دائما ان البيت اولى بكل دقيقه من وقتها وانها لم تخلق الا لذلك ...

ولكن الايام اثبتت لها صدق كلامه

فمنذ ايام الخطوبة وهو يحضر لها الكتب والمقالات التى تتحدث عن التربيه ويناقشها فيها بعد قرائتها ، وبعد الزواج احضر لها جهاز كمبيوتر خاص بها وساعدها كى تحترف برامج التصميم ، كما انه علمها كيف تستغل اوقات فراغها بل ومرضها ايضا فى قراءة روائع الادب العالمى

كل هذا رغم انهم لا يعيشون فى مستوى مادى مرتفع ولا يمكلون الكثير من الكماليات بل ولا يمتلكون بعض الاساسيات ايضا ،
ورغم انه ايضا له اهدافه ومشاريعه فى الحياة ، فهو قد حدد هدفه بالفعل وهو ان يصبح مفكر وكاتب مؤثر ..

ولكن لم ينشغل بهدفه عن هدفها ولا بتطوير نفسه عن مساعدتها فى تطوير نفسها وقدراتها ..
وبعد مرور السنوات استطاعت ان تحدد هدفها وهو ان تصبح باحثه اجتماعيه ،


ولكنها ذات يوم جائت لتقول له :
ألست زوجتك فلماذا انشغل بهدف احققه ، اليس من الاولى ان اركز معك فى تحقيق هدفك وبدلا من ان يكون لى مشروعى الخاص ان اجعل مشروعى هو مساندتك فى مشروعك انت ؟؟

فقال لها :
وما المانع ان يكون لنا نحن الاثنين مشروعين بدلا من مشروع واحد طالما اعطانا الله القدرة على ذلك فلماذا نهمل موهبه حبانا الله بها ؟؟

قالت له :
اتقصد ان يركز كلا منا فى انتاج مشروع مستقل به ؟؟

قال :
لا ، بل اقصد ان نتعاون على انجاح مشروعين لنا معا ،، اهتم انا بالجانب الفكرى والسياسى وادعم اهتمامك بالجانب التربوى ، وتهتمين انت به وتدعمينى وتساندينى فى هدفى وبذلك يكون لنا مشروعين وليس مشروع واحد

هذه ليست قصه من وحى الخيال ولكنها قصه حقيقة تماما
فالتى تكتب لكم الان هى الزوجة التى ساعدها زوجها بما يملك من وقت وجهد ومال فى ان تكتشف مواهبها وتحدد هدفها فى الحياه ، والزوج الذى اتحدث عنه هو زوجى الذى وعدنى فاوفى بوعده ...


لم اكتب هذه القصه لاحدثكم عن السعاده الزوجية او التوافق بين الزوجين فقد يكون لها حديث اخر ،
وانما ما اتحدث عنه الان

هو زوج لم تمنعه غيرته على زوجته من ان يذكر محاسنها امام الناس افتخارا بها، كما لم تمنعه النزعة الرجوليه من ان يساند زوجته خشية ان تتفوق عليه يوما ،
وذلك لأنه اعترف لها بحقها فى ان تكون فاعلة فى مجتمعها ( مما لا يتعارض بالطبع مع واجباتها الاساسية نحو منزلها واسرتها ) ، ولأنه رأى ان عطائها العام لا ينفصل ابدا عن عطائها الخاص لأسرتها بل يؤثر فيه ويتاثر به ، كما انه قد اقتنع ايضا ان نجاحها خارج اطار الاسرة يعد نجاحا له ايضا فهما اسرة واحدة بالفعل وليس فقط بالكلمات ..

كما انه احيانا كان يعيب على بعض المشاهير من الرجال انه لا يعرف احد شيئا عن زوجاتهم او بناتهم وكأن اختفاء شخصية الزوجة من معايير نجاح الرجل ..

وارجو الا يفهم احد من ارائنا - زوجى وانا - أننا من اصحاب التوجه العلمانى او التفكير الغربى ، فنحن ولله الحمد توجهنا اسلامى فكرا وتطبيقا ،
ولكن كل ما فى الامر اننا نحن الاسلاميين وبسبب عدائنا – المبرر بالطبع – للأفكار العلمانيه التى تدعو للمساواة بين الرجل والمرأة دون فهم للفروق الجوهرية بينهم ، قد انجرفنا نحو التشدد الذى جعل الكثير منا يحجم من دور المرأة المسلمة فى الحياة العامة ..

واخيرا اود ان أطرح عليكم هذا التساؤل الهام

من منكم هذا الزوج ؟؟

من منكم مقتنع باحقية زوجته فى ان يكون لها اهتماماتها خارج نطاق الاسرة والبيت والاولاد ، فضلا عن مساندتها فى ذلك ؟؟

ومن منكم يمكنه تقبل فكرة ان تتفوق زوجته عليه ؟؟


هناك ٩ تعليقات:

كريم يقول...

ربما يكون مثل هذا الزوج من النادر أن تراه هذه الأيام لأن هذين الزوجين مستوي فهمهما عالي جدا
وعن نفسي يسعدني أن تتفوق علي زوجتي وليس هذا مجرد كلام لكن أنا أري أن النساء حقهم مهضوم في كثير من النواحي لاداعي للتفصيل الآن وأعتقد أن التوجه الإسلامي ليس له أي دخل في عدم اعطاء المرأة حقوقها لكن أعتبر هذا نوع من الفهم الخاطئ أو هو تقهقر من المرأة نفسها وعم قدرتها علي المواجهة والتحمل
جزاكم الله كل خير ووفقكم
ويبدوا أن موضوع الزواج مازال يستولي علي تفكيرك

محمد الشريف يقول...

أهلا بك حبيبي المشاكس

نعم ، أتفق معك فى ندرة هذا النموذج ، وأتفق معك فى أنه قل من تجده يعتنى باهتمامات ومواهب زوجته وينميها ، بعيدا عن مشاغل الطبخ والكنس ..

تقول أن الزواج يستولي على تفكيري !

ومن إذن لا يستولي الزواج على تفكيره !!

رزقنا الله واياك بمن تقر عيوننا بهن فى الدنيا والآخرة

غير معرف يقول...

اتفق معكم ان من النادر ان لم يكن من المستحيل وجود مثله
وجميل جدا ان تكون الزوجة لها طموحاتها واهدافها وان تكون متفوقة
لكن ان تتفوق على زوجها اعتقد ان من الأفضل عدم حدوثة &ان تتفوق على زوحها اذن ستكون مشهورة اكثر منه
هل يقبل رجل فى العالم كله ان يطلق عليه (زوج_____)

محمد الشريف يقول...

سيدى الكريم غير المعرف ..

وما العيب فى أن يكون الرجل زوج فلانة

وأن تكون شهرتها قاطبه ، وأن يكون هو سببا فى صنعها ؟؟

ربما يرفض البعض ذلك ، أو يستنكرونه ..
لكن إذا كان أحدنا لا يؤمن حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فهل يكره أن يحب لزوجته ما يحب لنفسه !!

alshimaa يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا اختكم الشيماء تاج الدين كاتبة هذه المقالة ، فجزاكم الله خيرا على الاهتمام والنشر ..

كان هدفنا من هذه المقالة ابزار نموذج اسلامى وسطى معاصر للمرأة ، بعيدا عن التشدد الدينى الذى يمنعها من بعض حريتها ، وبعيدا ايضا عن الصورة العلمانية للمراة التى ترى ان واجباتها الاساسية كزوجة وام عثرة فى سبيل تقدمها ..

ومثل هذه النموذج ان وجد فلن يجد اعتراض من الزوج او المجتمع ، وذلك لانه لا احد يرغب فى وجود تخلف فكرى لدى المرأة لما لذلك من أثر سيىء قد يظهر بوضوح فى تربيتها لابنائها مثلا ..

ولكن المهم ان تجيد هى صناعة هذا النموذج جيدا بشكل لا يضع طموحها وتقدمها فى المقابل مع واحباتها الاساسية فى الحياة والتى لا يمكن لغيرها ان يؤديها ..


وجزاكم الله خيرا مرة أخرى

أختكم

الشيماء

www.sona3.com

محمد الشريف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

الأخت الفاضلة الشيماء

أسعدني مرورك هذا أيما سعادة ، كما أسعدني من قبل مقالك وشدني ..

حقا ، نحتاج بشدة إلى هذا الفكر الواعي الناضج .. من النساء ومن الرجال ..
فكم نجني على إسلامنا حينما نجبر الملتزمات على الجلوس فى البيوت وفقط ، وان تكون مهمتها حمل وإرضاع وتربية ، فقط ، دون الأخذ فى الاعتبار قدراتها وامكانياتها وكفائتها ..

أسأل الله تعالى أن يبارك فيك وفي زوجك ، وأن يعز بكما الاسلام

غير معرف يقول...

حبيبى د. محممد إيه الحلاوة دى أخوك محمود سيد نق صاحب مدونة البشرى alboshra2.blogspot.com

غير معرف يقول...

حبيبى د. محممد إيه الحلاوة دى أخوك محمود سيد نق صاحب مدونة البشرى منفضلك أضف هذه المدونةalboshra2.blogspot.com

محمود الحبيب يقول...

حبيبى د. محمد إيه الحلاوة دى .أخوك محمود سيد نق صاحب مدونة البشرى من فضلك أضف هذه المدونةalboshra2.blogspot.com